مرحبا
تفاحة المجانين (قصة تأليفي)
نجتمع كلنا في ذلك البيت بفترات متقطعة ..نرى وجوها اخرى جديدة ..احيانا تبدو مألوفة ..هناك الكثير من الاخرين يملأون البيت ..اهرب منهم نفسيا فيبقى جسدي معلقا هناك يحمل كأسا وصحنا ..ويشغل نفسه بالاكل..عيناه تراقب الساعة وتحركات عقاربها ..صوت الاخرين يدوي ..الكل يتكلم في آن واحد ..
اردت الخروج ولم استتطع ..فقط كنت اريد ان ارى احدا يهرب من ذلك الباب ..يبدو كعذاب نفسي ان تبقى سجينا وامامك باب مفتوح بعرضه وطوله ..رأيتها تركض بإتجاهه ..هاربة مقررة الرحيل ..والتمرد على الجميع والهروب امامهم ..رأيتها من قبل تبدو مألوفة..فستانها الذهبي الذي يوحي بالذوق الرفيع والفكر العميق ..بل وايضا طويل ولديه ذيل يركض خلفها ..عادت نفسي الي ..اسقطت كأسي وصحني ..وركضت انا الآخر ..قلت لنفسي هي ليست بأشجع مني كي تخرج امام الجميع وبهذه الجرأة ..سوف اكون انا ايضا مثلها ..ركضت خلفها أردت ان اتكلم معها ..من اين لها تلك القوة ؟؟ ..اردت أن استعين بها لكي اكون انا الاخر اقوى ..لكنها لم تتوقف عن الركض ...سريعة جدا ..وانا اركض في هذا الليل المظلم ..وهي تضيء بفستانها الذهبي حلكة الظلام ..توقفت فجأة وقالت :: أتريد ان تعرف لماذا هربت ؟ قلت وانا الهف من الركض والتعب : نعم بالتأكيد ...قالت اتبعني ..واستمرت بالركض اكثر واسرع ..وانا اكاد اختنق ...قالت سوف نصعد هذا الجبل ..قلت لا ..قالت اذن هو الفراق ..عندها لن يفيدك طيران ولا اجنحة ..بل ستبقى اسير البيت معهم .خفت وقلت اذن سوف اذهب ..صعدنا الجبل وهي تصعد كأنها اعتادت الصعود ..اما انا فخفت السقوط لانني اعتدته ...وصلنا اخيرا ..اخيرا اخيرا ...قالت بصوت عالٍ هذه هي الشجرة ..شجرة القوة التي سوف تجعلك اشجع ..ولن تصبح اسير فكر .او بيت .. او اي شيء يأخذ قالب الاسر ..قالت كل هذه التفاحة ..كلها ..فرحت انا .. وشعرت بأنني سوف انهي حروباً وابدأ سلاما داخليا خارجيا من جديد ..شعرت بأنني وعند اول قضمة سوف اكون حرا ..لم اطق صبرا ..اكلت التفاحة ..كلها ..عندها قالت لي وداعا .. قلت الى اين ..لم تجب ...اختفت من امامي ..اما انا فشعرت بأني اقوى ..فصرت اركض ولا اتعب ..لا اختنق ..بل اصبحت مثلها اضيء الليل بنوري ..لكن للحظة لم اعي ما اقوم به ..بل لا استتطيع التفكير اكثر ..اصبحت فقط مثل آلة ..اركض اطير ..لست اسير ..لكنني فقدت شيئا لا ادري ما هو ..اشعر بالفقد كل لحظة ..رأيتها في الاسفل ..هي نفسها ذات الفستان الذهبي ..لكنها ترتدي الابيض ..وقالت : ها قد اكلت تفاحة المجانين ..لن تصيبك اي عقدة بعد اليوم ..وانا سوف اذهب لذلك الاسر ..هو ارحم من بقائي اركض ..لا اتعب .. او اكون اشجع بلا وعي .. دع شخصا اخراً يأكلها حين تمل وجودك الجديد ..لكن الى حينها استمتع بمذاق الجنون